لا سلام مع اليهود
الخميس 5 فبراير 2009 - 19:47
لا سلام مع اليهود
إن الحمد لله... أما بعد:
إن مما ينبغي علمه من كليات وأصول الدين أن اليهود من أعظم أعداء الإسلام وأهله، قال الله سبحانه عنهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}
[(82) سورة المائدة] ، وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه بأنهم يقتلون
الأنبياء، والذين يأمرون بالقسط من الناس، وأنهم سمّاعون للكذب، أكالون
للسحت، يأخذون الربا وقد نهوا عنه، ينقضون المواثيق، ويحكمون بالطواغيت،
ويصفون الله تعالى بالنقائص، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وغيرِ
هذا مما هو مشهور عنهم.
وتاريخ اليهود مليء بالمؤامرات والدسائس،
فقد أرادوا قتل المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- فشُبه لهم ورفعه الله،
وأرادوا قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- مراراً فأنجاه الله منهم، وأرادوا
أن يوقعوا الفتنة بين الصحابة فسلمهم الله، وأول فتنة فرّقت بين المسلمين
كانت فتنة ابن سبأ اليهودي، واستمر كيدهم طوال التاريخ، فأثاروا فتناً،
وأسقطوا دولاً، حتى تمكنوا أخيراً من اغتصاب أراضي المسلمين.
ومطامع اليهود ليس لها حد، فهم لا يقيمون وزناً لعهد ولا لميثاق ولا لخارطة، فقد قال الله تعالى عنهم إنهم يقولون: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [(75) سورة آل عمران] ، وقال تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} [(100) سورة البقرة] ، وقال سبحانه: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ}
[(56) سورة الأنفال] ، وأرض إسرائيل الكبرى التي يحلمون بها، والتي وضعوا
رايتهم على أساسها من النيل غرباً حتى الفرات شرقاً، ومن شمال الجزيرة
جنوباً حتى جنوب تركيا شمالاً، وقد علموا جيداً أنه لا بقاء لهم ما دام
للعقيدة الإسلامية القائمة على الولاء والبراء والجهاد في سبيل الله وجود
بين الشعوب، حتى لو طال مُقامهم، فإن قاعدة الدين وملة إبراهيم وأصل دين
الإسلام ومقتضى شهادة التوحيد موالاة الإسلام وأهله ومحبتهم، والبراءة من
الكفر وأهله ومعاداتهم، كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ
وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [(4)
سورة الممتحنة] ، فانتبه يا عبد الله، وإياك وسماع الدعوات التي تقول إنه
لا عداء بيننا وبين اليهود، أو غيرهم من الكفار، أو أننا لا نبغضهم من أجل
دينهم فإن أصل الأصول البراءة من الكفر وأهله ومعاداتُهم وبغضهم.
من أجل هذا اخترع اليهود ما يسمى بمشروع
السلام وأطلقوا عليه: "السلام الدائم والشامل"، والذي يريدون من خلاله
اختراق صفوف الشعوب المسلمة ومحاولة كسر الحاجز النفسي بين المسلمين
واليهود وإذابة عقيدة البراء، ومعاداة الكافرين من خلال الذوبان الثقافي
والتعليمي والإعلامي ونشر ما يسمى بحوار الحضارات وحوار الأديان في سبيل
السلام ونحوها، بالإضافة إلى إفساد أخلاقيات المسلمين.
ويهدف اليهود من خلال هذه العملية بالإضافة
إلى تغيير عقلية المسلمين إلى تأمين بلادهم من ضربات المجاهدين، وتعزيز
اقتصادهم المنهار، وتهجير بقية اليهود إلى فلسطين، وإكمال بناء المستوطنات
تمهيداً لإكمال الهيمنة على المنطقة بأسرها، لذلك فالتصور الصحيح لهذا
السلام المزعوم كافٍ في معرفة حكمه الشرعي، إذ هو مشتمل على منكرات كثيرة
محرمة بإجماع المسلمين منها: التحاكم إلى الطواغيت، وهدم أصل البراء في
الإسلام، وإلغاء شريعة الجهاد في سبيل الله، وتسليط اليهود على المسلمين،
وغيرها من العظائم.
أيها المسلمون: إن أرض فلسطين وما حولها أرض
مباركة، وصفها الله سبحانه بذلك في خمسة مواضع من كتابه، وفيها المسجد
الأقصى أولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى الرسول -صلى الله عليه
وسلم-، افتتحها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وحرّرها صلاح الدين -رحمه
الله-، فهي مملوكة للمسلمين، وأرضها وقف عليهم، والحق فيها لله -عز وجل-،
ليست حقاً شخصياً لأحد كائناً من كان حتى يتنازل عن شيء منها، وهناك فرق
كبير بين ترك قتال اليهود لعدم القدرة، وبين إعطائهم صكاً بملكية الأرض
وإضفاء شرعية مزعومة عليهم، فالأول من باب العجز المسقط للتكليف، والثاني
من باب الخيانة الموجبة للعقوبة. لذا فإن ما يسمى بمساعي السلام ومؤتمراته
ستفشل، ولو نجحت فنجاحها سيكون مؤقتاً، وأن المسلمين سيقاتلون اليهود
فيقتلونهم حتى يختبئ اليهودي خلف الشجر والحجر، فيقول الشجر والحجر، يا
مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر
الله ينصر من يشاء.
http://www.quranexplorer.com/quran/
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى