العالم العربي وإشكالية الدراسات المستقبلية
السبت 5 سبتمبر 2009 - 20:43
تثير التغيرات المتسارعة والمستجدات
الطارئة التي يشهدها العالم في العقود الأخيرة، كثيراً من علامات
الاستفهام والتساؤلات عما سيكون عليه مستقبل المجتمع الإنساني، بل وعن
مصير الإنسان نفسه إزاء ارتياد العلم الحديث مجالات من البحث، كان محظوراً
عليه الاقتراب منها؛ لاعتبارات معينة أياً كان تصنيفها. خاصة وأنه لم يعد
ثمة خلاف على أن المتغيرات العالمية ، النوعية المتدفقة ، التي ميزت
العقدين الأخيرين من القرن العشرين والسنوات اللاحقة عليه وحتى الآن ،
شكلت في مجملها واقعاً تاريخياً معاصراً ورئيسياً وضع كافة المجتمعات
الإنسانية علي حد السواء في خضم مرحلة جديدة ، تبدو ذات ملامح مغايرة وغير
اعتيادية .
وبتسليط بؤرة الاهتمام علي العالم
العربي، وتحديداً فيما يتعلق بالتفسيرات الراهنة، والمواقف المتبلورة
بخصوص الدراسات المستقبلية؛ نستطيع أن نلحظ بعض الإشكالات الرئيسة في هذا
الخصوص؛ والتي يجب التعامل معها بموضوعية وحيادية تامة، خاصة وأنها تبقي
مثاراً للنقاش والجدل، كما تنطوي علي مساحات فضفاضة لطرح الآراء في سياق
من السجال الفكري البناء. حيث يقتضي التحليل الموضوعي القول بأن عالمنا
العربي في حاجة بالغة لتوجيه مزيد من العناية والاهتمام بمثل هذه النوعية
من الدراسات ؛ لاسيما وأن أغلب التفسيرات تشترك في كونها ، تعد "بمثابة
آلية من آليات الحاضر تساعد في فهم المستقبل من أجل أخذ الحيطة والاستعداد
لما هو قادم ، بمعنى آخر هي دراسة لحال المجتمع من خلال حاضره لأجل أوضاع
مستقبل أكثر أمناً وأكثر تحرراً من مشاكله الآنية الحاضرة"، هذا من ناحية
. ومن ناحية أخري فإن الباحث أو العالم المتخصص في علم المستقبل يعيش
بذهنه في ذلك المستقبل، وينظر إلى الغد، على أنه تاريخ يمكن قراءة
اتجاهاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية الرئيسة.
كذلك يتمتع الباحث أو العالم المستقبلي بقدرة فائقة على الإحاطة الشاملة
بالأوضاع السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، وفي فرع تخصصه المعرفي الدقيق
وتحليل هذه المعطيات في ضوء الاتجاهات العالمية، حتى يمكنه إعداد الأذهان
للمتغيرات والمستجدات المتوقعة، ووضع الخطط الملائمة للتعامل معها على
المديين القريب والبعيد، مع الاستناد إلى دراسات ميدانية دقيقة، وعدم
الركون إلى الظن والتخمين، إلا في الحدود التي تسمح له بها المعلومات
المؤكدة اليقينية. والتى لا تقبل الشك، وعندما تقتضي الضرورة الواقعية ذلك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى